خواطر في الدعوة
إنَّه أمر الله سبحانه وتعالى
محمد العبدة
كنا نقول في السنوات السابقة : إن المسلمين لا ينقصهم الإخلاص ، وإنما جاء الضعف والتقصير من جانب قلة الصواب ومعرفة سنن الله في التغيير ، وهذا الكلام - بمجمله - مازال صحيحاً ، ولكن عند التدقيق سوف نجد أن الإخلاص أيضاً تشوبه شوائب ، ويحول حوله حوائل ، من أعظمها حب الرئاسة ، هذا الداء العضال الذي أهلك الناس قديماً وحديثاً ، حتى قيل إنه آخر داء يخرج من قلوب العلماء ، فكيف بالدهماء وأصحاب الأهواء و(مجانين الزعامة) .
وهذا الداء وإن كان غريزة في جميع البشر ، إلا أنه قد يكون أظهر وأوضح في بعض الشعوب والعرب حظهم وافر منه ، إلا إذا هذبهم الإسلام وردهم إلى الاعتدال والجادة المستقيمة ، وقد فعل ذلك في الرعيل الأول فظهر أمثال أبي عبيدة ابن الجراح أمين الأمة ، والذي لا يهمه إن كان أميراً أو مأجوراً وقد مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم- ذاك المؤمن في قوله : « طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه ، مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع له »[1] ولذلك قال العلماء : (ما صد عن الله مثل طلب الرفعة ، ولا يفلح من شُمت رائحة الرياسة منه) .
وإذا كان الله سبحانه وتعالى يعطي من هذه الدنيا المؤمن والكافر ، وذلك لهوانها ومنزلتها عنده ، ولكنه سبحانه أغير من أن يتم أمره بالتمكين لهذا الدين في الأرض على يد أناس عندهم شوب في الإخلاص ، ويحبون الرئاسة والاستعلاء في الأرض ، فكيف إذا كانوا مشعبذين يتخذون الدين مطية للدنيا ، يبيعون دينهم بعرض قليل ، ويسخرون كل شيء لأهوائهم ومطامعهم ، فهؤلاء أبعد وأبعد عن التمكين ، لأنه أمر الله ولا يعطيه إلا لمن أحب .
والعجيب أن زعماء الغرب عندما تنتهي مدة رئاستهم يرجعون إلى مكانهم الأول ويعيشون مع المجتمع كأفراد عاديين ، وربما رجع المدرس إلى عمله والتاجر إلى تجارته ، ولا يبحثون عن الرئاسة مرة ثانية ، فهل يكون هؤلاء أقل حباً للرئاسة منا وذلك لما اعتادوه من النظام الذي ارتضوه لأنفسهم ، ونحن عندنا كتاب ربنا يؤدبنا ويهذبنا ! أيكون لغير المسلمين منظمات ومؤسسات استطاعوا من خلالها التعايش بينهم ، ولم تنهدم بسبب تسلط واحد منهم ، ولا يقوم للمسلمين مثل ذلك ، ولا يجتمعون على صيغة تحل فيها عقد حب الرئاسة ، ويتنازل المسلم لأخيه قليلاً حتى تستمر آصرة التعاون ؟ نرجو أن يكون لهم مثل ذلك وخاصة في مثل هذه الأيام .
________________________
(1) صحيح البخاري ، كتاب الجهاد .
إنَّه أمر الله سبحانه وتعالى
محمد العبدة
كنا نقول في السنوات السابقة : إن المسلمين لا ينقصهم الإخلاص ، وإنما جاء الضعف والتقصير من جانب قلة الصواب ومعرفة سنن الله في التغيير ، وهذا الكلام - بمجمله - مازال صحيحاً ، ولكن عند التدقيق سوف نجد أن الإخلاص أيضاً تشوبه شوائب ، ويحول حوله حوائل ، من أعظمها حب الرئاسة ، هذا الداء العضال الذي أهلك الناس قديماً وحديثاً ، حتى قيل إنه آخر داء يخرج من قلوب العلماء ، فكيف بالدهماء وأصحاب الأهواء و(مجانين الزعامة) .
وهذا الداء وإن كان غريزة في جميع البشر ، إلا أنه قد يكون أظهر وأوضح في بعض الشعوب والعرب حظهم وافر منه ، إلا إذا هذبهم الإسلام وردهم إلى الاعتدال والجادة المستقيمة ، وقد فعل ذلك في الرعيل الأول فظهر أمثال أبي عبيدة ابن الجراح أمين الأمة ، والذي لا يهمه إن كان أميراً أو مأجوراً وقد مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم- ذاك المؤمن في قوله : « طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه ، مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع له »[1] ولذلك قال العلماء : (ما صد عن الله مثل طلب الرفعة ، ولا يفلح من شُمت رائحة الرياسة منه) .
وإذا كان الله سبحانه وتعالى يعطي من هذه الدنيا المؤمن والكافر ، وذلك لهوانها ومنزلتها عنده ، ولكنه سبحانه أغير من أن يتم أمره بالتمكين لهذا الدين في الأرض على يد أناس عندهم شوب في الإخلاص ، ويحبون الرئاسة والاستعلاء في الأرض ، فكيف إذا كانوا مشعبذين يتخذون الدين مطية للدنيا ، يبيعون دينهم بعرض قليل ، ويسخرون كل شيء لأهوائهم ومطامعهم ، فهؤلاء أبعد وأبعد عن التمكين ، لأنه أمر الله ولا يعطيه إلا لمن أحب .
والعجيب أن زعماء الغرب عندما تنتهي مدة رئاستهم يرجعون إلى مكانهم الأول ويعيشون مع المجتمع كأفراد عاديين ، وربما رجع المدرس إلى عمله والتاجر إلى تجارته ، ولا يبحثون عن الرئاسة مرة ثانية ، فهل يكون هؤلاء أقل حباً للرئاسة منا وذلك لما اعتادوه من النظام الذي ارتضوه لأنفسهم ، ونحن عندنا كتاب ربنا يؤدبنا ويهذبنا ! أيكون لغير المسلمين منظمات ومؤسسات استطاعوا من خلالها التعايش بينهم ، ولم تنهدم بسبب تسلط واحد منهم ، ولا يقوم للمسلمين مثل ذلك ، ولا يجتمعون على صيغة تحل فيها عقد حب الرئاسة ، ويتنازل المسلم لأخيه قليلاً حتى تستمر آصرة التعاون ؟ نرجو أن يكون لهم مثل ذلك وخاصة في مثل هذه الأيام .
________________________
(1) صحيح البخاري ، كتاب الجهاد .
خواطر في الدعوة
إنَّه أمر الله سبحانه وتعالى
محمد العبدة
كنا نقول في السنوات السابقة : إن المسلمين لا ينقصهم الإخلاص ، وإنما جاء الضعف والتقصير من جانب قلة الصواب ومعرفة سنن الله في التغيير ، وهذا الكلام - بمجمله - مازال صحيحاً ، ولكن عند التدقيق سوف نجد أن الإخلاص أيضاً تشوبه شوائب ، ويحول حوله حوائل ، من أعظمها حب الرئاسة ، هذا الداء العضال الذي أهلك الناس قديماً وحديثاً ، حتى قيل إنه آخر داء يخرج من قلوب العلماء ، فكيف بالدهماء وأصحاب الأهواء و(مجانين الزعامة) .
وهذا الداء وإن كان غريزة في جميع البشر ، إلا أنه قد يكون أظهر وأوضح في بعض الشعوب والعرب حظهم وافر منه ، إلا إذا هذبهم الإسلام وردهم إلى الاعتدال والجادة المستقيمة ، وقد فعل ذلك في الرعيل الأول فظهر أمثال أبي عبيدة ابن الجراح أمين الأمة ، والذي لا يهمه إن كان أميراً أو مأجوراً وقد مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم- ذاك المؤمن في قوله : « طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه ، مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع له »[1] ولذلك قال العلماء : (ما صد عن الله مثل طلب الرفعة ، ولا يفلح من شُمت رائحة الرياسة منه) .
وإذا كان الله سبحانه وتعالى يعطي من هذه الدنيا المؤمن والكافر ، وذلك لهوانها ومنزلتها عنده ، ولكنه سبحانه أغير من أن يتم أمره بالتمكين لهذا الدين في الأرض على يد أناس عندهم شوب في الإخلاص ، ويحبون الرئاسة والاستعلاء في الأرض ، فكيف إذا كانوا مشعبذين يتخذون الدين مطية للدنيا ، يبيعون دينهم بعرض قليل ، ويسخرون كل شيء لأهوائهم ومطامعهم ، فهؤلاء أبعد وأبعد عن التمكين ، لأنه أمر الله ولا يعطيه إلا لمن أحب .
والعجيب أن زعماء الغرب عندما تنتهي مدة رئاستهم يرجعون إلى مكانهم الأول ويعيشون مع المجتمع كأفراد عاديين ، وربما رجع المدرس إلى عمله والتاجر إلى تجارته ، ولا يبحثون عن الرئاسة مرة ثانية ، فهل يكون هؤلاء أقل حباً للرئاسة منا وذلك لما اعتادوه من النظام الذي ارتضوه لأنفسهم ، ونحن عندنا كتاب ربنا يؤدبنا ويهذبنا ! أيكون لغير المسلمين منظمات ومؤسسات استطاعوا من خلالها التعايش بينهم ، ولم تنهدم بسبب تسلط واحد منهم ، ولا يقوم للمسلمين مثل ذلك ، ولا يجتمعون على صيغة تحل فيها عقد حب الرئاسة ، ويتنازل المسلم لأخيه قليلاً حتى تستمر آصرة التعاون ؟ نرجو أن يكون لهم مثل ذلك وخاصة في مثل هذه الأيام .
________________________
(1) صحيح البخاري ، كتاب الجهاد .
4
إنَّه أمر الله سبحانه وتعالى
محمد العبدة
كنا نقول في السنوات السابقة : إن المسلمين لا ينقصهم الإخلاص ، وإنما جاء الضعف والتقصير من جانب قلة الصواب ومعرفة سنن الله في التغيير ، وهذا الكلام - بمجمله - مازال صحيحاً ، ولكن عند التدقيق سوف نجد أن الإخلاص أيضاً تشوبه شوائب ، ويحول حوله حوائل ، من أعظمها حب الرئاسة ، هذا الداء العضال الذي أهلك الناس قديماً وحديثاً ، حتى قيل إنه آخر داء يخرج من قلوب العلماء ، فكيف بالدهماء وأصحاب الأهواء و(مجانين الزعامة) .
وهذا الداء وإن كان غريزة في جميع البشر ، إلا أنه قد يكون أظهر وأوضح في بعض الشعوب والعرب حظهم وافر منه ، إلا إذا هذبهم الإسلام وردهم إلى الاعتدال والجادة المستقيمة ، وقد فعل ذلك في الرعيل الأول فظهر أمثال أبي عبيدة ابن الجراح أمين الأمة ، والذي لا يهمه إن كان أميراً أو مأجوراً وقد مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم- ذاك المؤمن في قوله : « طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه ، مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع له »[1] ولذلك قال العلماء : (ما صد عن الله مثل طلب الرفعة ، ولا يفلح من شُمت رائحة الرياسة منه) .
وإذا كان الله سبحانه وتعالى يعطي من هذه الدنيا المؤمن والكافر ، وذلك لهوانها ومنزلتها عنده ، ولكنه سبحانه أغير من أن يتم أمره بالتمكين لهذا الدين في الأرض على يد أناس عندهم شوب في الإخلاص ، ويحبون الرئاسة والاستعلاء في الأرض ، فكيف إذا كانوا مشعبذين يتخذون الدين مطية للدنيا ، يبيعون دينهم بعرض قليل ، ويسخرون كل شيء لأهوائهم ومطامعهم ، فهؤلاء أبعد وأبعد عن التمكين ، لأنه أمر الله ولا يعطيه إلا لمن أحب .
والعجيب أن زعماء الغرب عندما تنتهي مدة رئاستهم يرجعون إلى مكانهم الأول ويعيشون مع المجتمع كأفراد عاديين ، وربما رجع المدرس إلى عمله والتاجر إلى تجارته ، ولا يبحثون عن الرئاسة مرة ثانية ، فهل يكون هؤلاء أقل حباً للرئاسة منا وذلك لما اعتادوه من النظام الذي ارتضوه لأنفسهم ، ونحن عندنا كتاب ربنا يؤدبنا ويهذبنا ! أيكون لغير المسلمين منظمات ومؤسسات استطاعوا من خلالها التعايش بينهم ، ولم تنهدم بسبب تسلط واحد منهم ، ولا يقوم للمسلمين مثل ذلك ، ولا يجتمعون على صيغة تحل فيها عقد حب الرئاسة ، ويتنازل المسلم لأخيه قليلاً حتى تستمر آصرة التعاون ؟ نرجو أن يكون لهم مثل ذلك وخاصة في مثل هذه الأيام .
________________________
(1) صحيح البخاري ، كتاب الجهاد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق