كتاب الجامع في احاديث الجنة ونعيمها ومايقرب اليها من قول وعمل | موقع htyte لربح اكثر من الف دولار شهريا للمبتدئين والقنوات واللغات وغيرها
آخر الأخبار
... مرحبا بزورا موقع الربح من الانترنت وتحميل الالعاب والتحديثاث اجهزة الاستقبال والقنوات الرياضية
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

كتاب الجامع في احاديث الجنة ونعيمها ومايقرب اليها من قول وعمل

0
كتاب الجامع في احاديث الجنة ونعيمها ومايقرب اليها من قول وعمل
بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة
الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس لعباده المؤمنين
نزل، ونوع لهم الأعمال الصالحة ليتخذوا منها إلى تلك الجنات سبلا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي شمر للحاق بالرفيق الأعلى والوصول إلى جنات المأوى ولم يتخذ سواها شغلا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما تتابع القطر والندى وسلم تسليما.
وبعد
ما أجمل الحديث عندما يكون عن الجنة .
وما أدراكم ما الجنة ، الجنة دار المتقين مهوى أفئدة عباد الله الصالحين، الجنة مطمع كل صالح من عباد الله ، الجنة فوق ما يخطر بالبال ،((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً)):[1] .
ويقول صلى الله عليه وسلم فيما اتفق عليه الشيخان من حديث أبي هريرة: ((قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)).
ومن فضل الله عز وجل ورحمته أن جلَّى لنا أمر الجنة، ووصف نعيمها، وأكَّد خلودها وكمالها من غير نكد ولا تنغيص ولا نقص، لا حر ولا برد، لا تعب ولا صخب ولا نصب، لا عجز ولا هرم. غمسة في الجنة تنسي كل شقاء في هذه الحياة، ثم أظهر سبحانه في الجانب الآخر حقيقة النار وعذابها؛ لهيب يتصاعد، وصراخ مفزع وخوف وحميم وزقوم وتقريع وتوبيخ وأهوال وشهيق وزفير، غمسة فيها تنسى كل نعيم في هذه الحياة، نسأل الله أن يجير هذه الوجوه، ذلك كله لماذا يا عباد الله؟ ليسعى المؤمنون إلى الجنة بلهفة وشوق مشرئبين إلى نعيمها ورياضها وقصورها، ذلك كله -أيضًا- لينأى الخلق عن النار بحذر وخوف، كل ذلك (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ) كل ذلك (لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)..

الجنة دار خلقها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه ،ووصف نعيمها بالفوز العظيم ،وملكها بالملك الكبير ،وأودعها الخير بحذافيرها ، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص . فتبًّا لنفوسٍ لا تشتاق إليها ، ولا تتشوَّف لرؤيتها ، ولا تعمل لدخولها !

وبعدًا لقلوبٍ لا تحنُّ لذكرها ، ولا تئنُّ من اللهفة لها !
إن الجنة هي سلعة الله الغالية التي تحتاج إلى سعي وعمل، وبدون السعي والعمل يصبح طلب الجنة جنون وعبث، يقول سبحانه: ((وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا)) [2].
فلا جنة إلا بسعي لها، يقول يحيى بن معاذ كما في صفة الصفوة: "عمل كالسراب وقلب من التقوى خراب وذنوب بعدد الرمل والتراب ثم تطمع في الكواعب الأتراب! هيهات أنت سكران بغير شراب".
لذا وجب علينا أن نعمل للجنة، وأن نعلم أن ملذات الحياة الدنيا ينبغي أن لا تلهينا عن الملذات الباقية في الآخرة، وليعلم كل مُنعَّم ومترف ولاهٍ وعابث أن عذاب الآخرة إذا تعرض له سوف ينسيه كل هذا الترف والنعيم، وليعلم كل فقير أو معوز أو بائس أن نعيم الجنة إن كان من أهلها سوف ينسيه كل هذا البؤس، يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث أنس: ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في جهنم صبغة ثم يقال له: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدّة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بى بؤس قط، ولا رأيت شدة قط))، فهل يستحق نعيم هذه قيمته أن نعصي الله من أجله؟! هل تستحق حياة تنسى بغمسة في جهنم أن نضحي بديننا من أجلها؟!
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرّب اليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرّب اليها من قول وعمل
لقد جمعت في هذا الكتاب جل ما قيل الجنة ونعيمها والاعمال التي تجعل صاحبها من اهلها
سنتطرق باذن الله في بداية الكتاب عن وصف الجنة ونعيمها ثم نفصل بعدها في الاعمال التي ترفع المؤمن اعلى الجنان ومرافقة النبي العدنان في جنة الرحمان انه ولي ذلك والقادر 

الباب الاول التعريف بالجنة

ماهي الجنة ولمن اعدها الله سبحانه وتعالى وماذا اعد فيها ؟
فى اللغة الجنة في اللغة البستان العظيم الذي يستر ما بداخله، وهي مشتقة من مادة: جنن التي هي بمعنى الستر،ولذلك سمى الجن جنا لاستتارهم واختفائهم عن الأنظار،كما سمي الجنين جنيناً لاستتاره في بطن أمه،ومنه جنون الليل أي شدة ظلمته وستره لما فيه...
وأما في الشرعالجنة دار الخلود والكرامة التي أعد الله -عز وجل- لعباده المؤمنين وأكرمهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم،وفيها من النعيم المقيم الأبدي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كما قال سبحانه وتعالى: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {السجدة:17}.الجنة كما ورد في وصفها لا مثيل لها، هي نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة ناضجة, وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة. ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قال: "قلنا يا رسول اللَّه: مم خُلقت الجنة؟ قال: " "من الماء " "قلنا: أخبرنا عن بناء الجنة؟ قال: " "لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها: أي طينها، المسك الأذفر وترابها الزعفران وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، ومن يدخلها ينعم ولا ييأس، ويخلد ولا يموت ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه."  وصدق الله حيث يقول: إذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا  وما أخفاه الله عنا من نعيم الجنة شيء عظيم لا تدركه العقول، ولا تصل إلى كنهه الأفكار.


وقد اعد الله سبحانه وتعالى الجنة للعباده الصالحين الذين حققوا التوحيد وامنوا بالله ورسله 
واليكم باب مااعده الله سبحانه وتعالى للعباده الصالحين
قال الله تعالى: {إن المتقين في جنات وعيون * ادخلوها بسلام آمنين * ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين * لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين} [الحجر (45: 48) ] .
----------------
الجنات: البساتين. وقوله: {ادخلوها بسلام} ، أي: سالمين من الآفات، مسلم عليكم {آمنين} ، أي: من كل خوف وفزع، ولا تخشوا من إخراج، ولا انقطاع، ولا فناء، وقوله: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين} ، الغل: الشحناء والعدواة، والحقد، والحسد. وعن أبي أمامة: قال: «لا يدخل الجنة مؤمن، حتى ينزع الله ما في صدره من غل، حتى ينزع منه مثل السبع الضاري» . وفي الصحيح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يخلص المؤمن من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة. وقوله تعالى: {لا يمسهم فيها نصب} ، أي: تعب {وما هم منها بمخرجين} . قال البغوي: هذه أنص آية في القرآن على الخلود. وقال ابن كثير، وقوله: {لا يمسهم فيها نصب} ، يعني المشقة والأذى، كما جاء في الصحيحين: «إن الله أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب» {وما هم منها بمخرجين} ، كما جاء في الحديث: «يقال: يا أهل الجنة، إن لكم أن تصحوا، فلا تمرضوا أبدا. وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبدا. وإن لكم أن تقيموا، فلا تظعنوا أبدا» . وقال الله تعالى: {خالدين فيها لا يبغون عنها حولا} ... [الكهف (108) ] .


قال تعالى: {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون * الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين * ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون * يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون * وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون * لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون} [الزخرف (68: 73) ] .
----------------
قال ابن كثير: وقوله تبارك وتعالى: {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} ، ثم بشرهم، فقال: {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} ، أي: آمنت قلوبهم وبواطنهم، وانقادات لشرع الله جوارحهم وظواهرهم. قال المعتمر بن سليمان:، عن أبيه: إذا كان يوم القيامة، فإن الناس حين يبعثون لا يبقى أحد منهم إلا فزع، فينادي مناد: {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} ، فيرجوها الناس كلهم. قال: فيتبعها ... {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} ، قال: فييأس الناس منها غير المؤمنين {ادخلوا الجنة} ، أي: يقال لهم: ادخلوا الجنة {أنتم وأزواجكم تحبرون} ، أي: تتنعمون وتسعدون {يطاف عليهم بصحاف من ذهب} ، أي: زبادي آنية الطعام: {وأكواب} ، وهي آنية الشراب، أي: من ذهب لا خراطيم لها، ولا عرى، {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين} ، أي: طيب الطعم والريح، وحسن المنظر. ثم ذكر أحاديث، منها: ما رواه أحمد: حدثنا حسن، هو ابن موسى، حدثنا مسكين بن عبد العزيز، حدثنا أبو الأشعث الضرير، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أدنى أهل الجنة منزلة من له لسبع درجات، وهو على السادسة، وفوقه السابعة. وإن له لثلاث مئة خادم، ويغدى عليه ويراح كل يوم ثلاث مئة صحفة» ، ولا أعلمه قال: إلا من ذهب، «في كل صحفة لون ليس في الأخرى، وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره. ومن الأشربة ثلاثة مئة إناء، في كل إناء لون ليس في الآخر. وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره. وإنه ليقول: يا رب، لو آذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء. وإن له من الحور العين لاثنين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا، وإن الواحدة منهن لتأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض» . وقوله تعالى: {وأنتم فيها خالدون} ، أي: في الجنة {خالدون} ، أي: لا تخرجون عنها، ولا تبغون عنها حولا. ثم قيل لهم على وجه التفضل والامتنان: {وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون} ، أي: أعمالكم الصالحة كانت سببا لشمول رحمة الله إياكم، فإنه لا يدخل أحدا عمله الجنة، ولكن برحمة الله وفضله. وإنما الدرجات ينال تفاوتها بحسب الأعمال الصالحات. وقوله تعالى: {لكم فيها فاكهة كثيرة} ، أي: من جميع الأنواع: {منها تأكلون} ، أي: مهما اخترتم وأردتم. ولما ذكر الطعام والشراب، ذكر بعده الفاكهة، لتتم النعمة والغبطة. والله تعالى أعلم، انتهى ملخصا.
قال تعالى: {إن المتقين في مقام أمين * في جنات وعيون * يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين * كذلك وزوجناهم بحور عين * يدعون فيها بكل فاكهة آمنين * لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم * فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم} [الدخان (51: 57) ] .
----------------
قال ابن كثير: إن المتقين، أي: لله في الدنيا {في مقام أمين} ، أي: في الآخرة، وهو الجنة، قد آمنوا فيها من الموت، والخروج من كل هم وحزن، وجزع وتعب ونصب، ومن الشيطان وكيده، وسائر الآفات والمصائب {في جنات وعيون} ، وهذا في مقابلة ما الأشقياء فيه من شجرة الزقوم وشرب الحميم. وقوله تعالى: {يلبسون من سندس} وهو رفيع الحرير كالقمصان ونحوها {وإستبرق} وهو ما فيه بريق ولمعان، وذلك كالرياش وما يلبس على أعالي القماش {متقابلين} ، أي: على سرر لا يجلس أحد منهم وظهره إلى غيره. قوله تعالى: {كذلك وزوجناهم بحور عين} ، أي: هذا العطاء مع ما قد منحناهم من الزوجات الحور العين الحسان، اللاتي لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان، كأنهن الياقوت والمرجان. وذكر حديث أنس: «لو أن حوراء بزقت في بحر لجي لعذب ذلك الماء، لعذوبة ريقها» . وقوله عز وجل: {يدعون فيها بكل فاكهة آمنين} ، أي: مهما طلبوا من أنواع الثمار أحضر لهم، وهم آمنون من انقطاعه، وامتناعه، بل يحضر إليهم كلما أرادوا. وقوله: {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى} هذا استثناء يؤكد النفي، فإنه استثناء منقطع، ومعناه: أنهم لا يذوقون فيها الموت أبدا. كما ثبت في الصحيحين، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة، خلود فلا موت. ويا أهل النار خلود فلا موت» . وذكر أحاديث منها: ما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من اتقى الله دخل الجنة، ينعم فيها ولا ييأس، ويحيا فيها فلا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه» . وحديث جابر رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، هل ينام أهل الجنة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون» . وقوله تعالى: {ووقاهم عذاب الجحيم} ، أي: مع هذا النعيم العظيم المقيم، وقد وقاهم وسلمهم ونجاهم وزحزحهم عن العذاب الأليم في دركات الجحيم، فحصل لهم المطلوب، ونجاهم من المرهوب ولهذا قال عز وجل: {فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم} ، أي: إنما كان هذا بفضله عليهم، وإحسانه إليهم. كما ثبت في الصحيح، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: «اعملوا وسددوا، وقاربوا، واعلموا أن أحدا لن يدخله عمله الجنة» ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل»
قال تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون * تعرف في وجوههم نضرة النعيم * يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون} [المطففين (22: 28) ] .
----------------
قال ابن كثير: ثم قال تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم} ، أي: يوم القيامة هم في نعيم مقيم، وجنات فيها فضل عميم. {على الأرائك} ، وهي السرر تحت الحجال، ينظرون في ملكهم، وما أعطاهم الله من الخير، والفضل الذي لا ينقضي ولا يبيد. وقيل: معناه على الأرائك ينظرون إلى الله عز وجل، وهذا مقابل لما وصف به أوئك الفجار: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} . فذكر عن هؤلاء أنهم يباحون النظر إلى الله عز وجل، وهم عى سررهم وفرشهم. كما تقدم في حديث ابن عمر: «إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، وإن أعلاهم لمن ينظر إلى الله عز وجل في اليوم مرتين» . وقوله تعالى: {تعرف في وجوههم نضرة النعيم} ، أي: تعرف إذا نظرت إليهم في وجوههم نضرة النعيم، أي: صفة الرأفة، والحشمة، والسرور، والدعة، والرياسة، مما هم فيه من النعيم العظيم. وقوله تعالى: {يسقون من رحيق مختوم} ، أي: يسقون من خمر من الجنة، والرحيق: من أسماء الخمر. قاله ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، والحسن وقتادة، وابن زيد. قال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حثنا زهير، عن سعد أبي المجاهد الطائي، عن عطية بن سعيد العوفي، عن أبي سعيد الخدري، أراه قد رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «أيما مؤمن سقى مؤمنا شربة ماء على ظمأ سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم، وأيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، وأيما مؤمن كسا مؤمنا ثوبا على عري كساه الله من خضر الجنة» . وقال ابن مسعود في قوله: {ختامه مسك} ، أي: خلطه مسك. وقال العوفي: عن ابن عباس: طيب الله لهم الخمر، فكان آخر شيء جعل فيها مسك، ختم بمسك. كذا قال قتادة والضحاك. وقال إبراهيم والحسن: {ختامه مسك} ، أي: عاقبته مسك. وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا يحيى بن واضح، حدثنا أبو حمزة، عن جابر، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي الدرداء {ختامه مسك} ، قال: شراب أبيض مثل القصة يختمون به شرابهم، ولو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل أصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد طيبها. وقال ابن أبي نجيح: عن مجاهد: {ختامه مسك} ، قال: طيبه مسك. وقوله تعالى: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} ، أي: وفي مثل هذا الحال فليتفاخر المتفاخرون وليتباهى ويتكاثر ويسبق إلى مثله المستبقون، وليتباهى ويتكاثر ويستبق إلى مثله المستبقون كقوله تعالى: {لمثل هذا فليعمل العاملون} [الصافات (61) ] . وقوله تعالى: {ومزاجه من تسنيم} ، أي: ومزاج هذا الرحيق الموصوف، من تسنيم، أي: شراب يقال له: تسنيم، وهو: أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه. قاله أبو صالح، والضحاك. ولهذا قال: {عينا يشرب بها المقربون} ، 
قال تعالى: {إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا} [الإنسان (5، 6) ]
----------------
قال ابن كثير: - أيضا - على قوله تعالى: {إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا} [الإنسان (5، 6) ] ، وقد علم ما في الكافور من التبريد والرائحة الطيبة مع ما يضاف إلى ذلك من اللذاذة في الجنة. قال الحسن: برد الكافور في طيب الزنجبيل، ولهذا قال {عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا} ، أي: هذا الذي مزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفا، بلا مزج، ويروون بها. وقوله تعالى: {ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا} ، أي: ويسقون، يعني الأبرار أيضا في هذه الأكواب كأسا، أي: خمرا كان مزاجها زنجبيلا، فتارة يمزج لهم الشراب بالكافور، وهو بارد، وتارة بالزنجبيل وهو حار، ليعتدل الأمر، وهؤلاء يمزج لهم من هذا تارة، ومن هذا تارة. وأما المقربون فإنهم يشربون من كل منهما صرفا، وقد تقدم قوله: {عينا يشرب بها عباد الله} ، وقال ها هنا: {عينا فيها تسمى سلسبيلا} ، أي: الزنجبيل عين في الجنة، تسمى سلسبيلا. قال عكرمة: اسم عين في الجنة. وقال قتادة: {عينا فيها تسمى سلسبيلا} عين: سلسة مستقيد ماؤها. وحكى ابن جيرير، عن بعضهم: أنها سميت بذلك لسلاستها في الحلق. واختار هو أنها تعم ذلك كله، وهو كما قال: انتهى ملخصا.

*****
اما الان اترككم الاعمال والاقوال التي ترفع المؤمن في درجات الجنة ويلحق بخير البشر وخير الرسل محمد صلى الله عليه وسلم الى داركرامة الله حيث لم يعصى فيها احد
*****
باب فضل العلم 

كتاب الجامع في احاديث الجنة ونعيمها ومايقرب اليها من قول وعمل
بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة
الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس لعباده المؤمنين
نزل، ونوع لهم الأعمال الصالحة ليتخذوا منها إلى تلك الجنات سبلا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي شمر للحاق بالرفيق الأعلى والوصول إلى جنات المأوى ولم يتخذ سواها شغلا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما تتابع القطر والندى وسلم تسليما.
وبعد
ما أجمل الحديث عندما يكون عن الجنة .
وما أدراكم ما الجنة ، الجنة دار المتقين مهوى أفئدة عباد الله الصالحين، الجنة مطمع كل صالح من عباد الله ، الجنة فوق ما يخطر بالبال ،((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً)):[1] .
ويقول صلى الله عليه وسلم فيما اتفق عليه الشيخان من حديث أبي هريرة: ((قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)).
ومن فضل الله عز وجل ورحمته أن جلَّى لنا أمر الجنة، ووصف نعيمها، وأكَّد خلودها وكمالها من غير نكد ولا تنغيص ولا نقص، لا حر ولا برد، لا تعب ولا صخب ولا نصب، لا عجز ولا هرم. غمسة في الجنة تنسي كل شقاء في هذه الحياة، ثم أظهر سبحانه في الجانب الآخر حقيقة النار وعذابها؛ لهيب يتصاعد، وصراخ مفزع وخوف وحميم وزقوم وتقريع وتوبيخ وأهوال وشهيق وزفير، غمسة فيها تنسى كل نعيم في هذه الحياة، نسأل الله أن يجير هذه الوجوه، ذلك كله لماذا يا عباد الله؟ ليسعى المؤمنون إلى الجنة بلهفة وشوق مشرئبين إلى نعيمها ورياضها وقصورها، ذلك كله -أيضًا- لينأى الخلق عن النار بحذر وخوف، كل ذلك (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ) كل ذلك (لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)..

الجنة دار خلقها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه ،ووصف نعيمها بالفوز العظيم ،وملكها بالملك الكبير ،وأودعها الخير بحذافيرها ، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص . فتبًّا لنفوسٍ لا تشتاق إليها ، ولا تتشوَّف لرؤيتها ، ولا تعمل لدخولها !

وبعدًا لقلوبٍ لا تحنُّ لذكرها ، ولا تئنُّ من اللهفة لها !
إن الجنة هي سلعة الله الغالية التي تحتاج إلى سعي وعمل، وبدون السعي والعمل يصبح طلب الجنة جنون وعبث، يقول سبحانه: ((وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا)) [2].
فلا جنة إلا بسعي لها، يقول يحيى بن معاذ كما في صفة الصفوة: "عمل كالسراب وقلب من التقوى خراب وذنوب بعدد الرمل والتراب ثم تطمع في الكواعب الأتراب! هيهات أنت سكران بغير شراب".
لذا وجب علينا أن نعمل للجنة، وأن نعلم أن ملذات الحياة الدنيا ينبغي أن لا تلهينا عن الملذات الباقية في الآخرة، وليعلم كل مُنعَّم ومترف ولاهٍ وعابث أن عذاب الآخرة إذا تعرض له سوف ينسيه كل هذا الترف والنعيم، وليعلم كل فقير أو معوز أو بائس أن نعيم الجنة إن كان من أهلها سوف ينسيه كل هذا البؤس، يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث أنس: ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في جهنم صبغة ثم يقال له: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدّة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بى بؤس قط، ولا رأيت شدة قط))، فهل يستحق نعيم هذه قيمته أن نعصي الله من أجله؟! هل تستحق حياة تنسى بغمسة في جهنم أن نضحي بديننا من أجلها؟!
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرّب اليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرّب اليها من قول وعمل
لقد جمعت في هذا الكتاب جل ما قيل الجنة ونعيمها والاعمال التي تجعل صاحبها من اهلها
سنتطرق باذن الله في بداية الكتاب عن وصف الجنة ونعيمها ثم نفصل بعدها في الاعمال التي ترفع المؤمن اعلى الجنان ومرافقة النبي العدنان في جنة الرحمان انه ولي ذلك والقادر 

الباب الاول التعريف بالجنة

ماهي الجنة ولمن اعدها الله سبحانه وتعالى وماذا اعد فيها ؟
فى اللغة الجنة في اللغة البستان العظيم الذي يستر ما بداخله، وهي مشتقة من مادة: جنن التي هي بمعنى الستر،ولذلك سمى الجن جنا لاستتارهم واختفائهم عن الأنظار،كما سمي الجنين جنيناً لاستتاره في بطن أمه،ومنه جنون الليل أي شدة ظلمته وستره لما فيه...
وأما في الشرعالجنة دار الخلود والكرامة التي أعد الله -عز وجل- لعباده المؤمنين وأكرمهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم،وفيها من النعيم المقيم الأبدي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كما قال سبحانه وتعالى: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {السجدة:17}.الجنة كما ورد في وصفها لا مثيل لها، هي نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة ناضجة, وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة. ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قال: "قلنا يا رسول اللَّه: مم خُلقت الجنة؟ قال: " "من الماء " "قلنا: أخبرنا عن بناء الجنة؟ قال: " "لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها: أي طينها، المسك الأذفر وترابها الزعفران وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، ومن يدخلها ينعم ولا ييأس، ويخلد ولا يموت ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه."  وصدق الله حيث يقول: إذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا  وما أخفاه الله عنا من نعيم الجنة شيء عظيم لا تدركه العقول، ولا تصل إلى كنهه الأفكار.


وقد اعد الله سبحانه وتعالى الجنة للعباده الصالحين الذين حققوا التوحيد وامنوا بالله ورسله 
واليكم باب مااعده الله سبحانه وتعالى للعباده الصالحين
قال الله تعالى: {إن المتقين في جنات وعيون * ادخلوها بسلام آمنين * ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين * لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين} [الحجر (45: 48) ] .
----------------
الجنات: البساتين. وقوله: {ادخلوها بسلام} ، أي: سالمين من الآفات، مسلم عليكم {آمنين} ، أي: من كل خوف وفزع، ولا تخشوا من إخراج، ولا انقطاع، ولا فناء، وقوله: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين} ، الغل: الشحناء والعدواة، والحقد، والحسد. وعن أبي أمامة: قال: «لا يدخل الجنة مؤمن، حتى ينزع الله ما في صدره من غل، حتى ينزع منه مثل السبع الضاري» . وفي الصحيح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يخلص المؤمن من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة. وقوله تعالى: {لا يمسهم فيها نصب} ، أي: تعب {وما هم منها بمخرجين} . قال البغوي: هذه أنص آية في القرآن على الخلود. وقال ابن كثير، وقوله: {لا يمسهم فيها نصب} ، يعني المشقة والأذى، كما جاء في الصحيحين: «إن الله أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب» {وما هم منها بمخرجين} ، كما جاء في الحديث: «يقال: يا أهل الجنة، إن لكم أن تصحوا، فلا تمرضوا أبدا. وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبدا. وإن لكم أن تقيموا، فلا تظعنوا أبدا» . وقال الله تعالى: {خالدين فيها لا يبغون عنها حولا} ... [الكهف (108) ] .


قال تعالى: {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون * الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين * ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون * يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون * وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون * لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون} [الزخرف (68: 73) ] .
----------------
قال ابن كثير: وقوله تبارك وتعالى: {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} ، ثم بشرهم، فقال: {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} ، أي: آمنت قلوبهم وبواطنهم، وانقادات لشرع الله جوارحهم وظواهرهم. قال المعتمر بن سليمان:، عن أبيه: إذا كان يوم القيامة، فإن الناس حين يبعثون لا يبقى أحد منهم إلا فزع، فينادي مناد: {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} ، فيرجوها الناس كلهم. قال: فيتبعها ... {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} ، قال: فييأس الناس منها غير المؤمنين {ادخلوا الجنة} ، أي: يقال لهم: ادخلوا الجنة {أنتم وأزواجكم تحبرون} ، أي: تتنعمون وتسعدون {يطاف عليهم بصحاف من ذهب} ، أي: زبادي آنية الطعام: {وأكواب} ، وهي آنية الشراب، أي: من ذهب لا خراطيم لها، ولا عرى، {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين} ، أي: طيب الطعم والريح، وحسن المنظر. ثم ذكر أحاديث، منها: ما رواه أحمد: حدثنا حسن، هو ابن موسى، حدثنا مسكين بن عبد العزيز، حدثنا أبو الأشعث الضرير، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أدنى أهل الجنة منزلة من له لسبع درجات، وهو على السادسة، وفوقه السابعة. وإن له لثلاث مئة خادم، ويغدى عليه ويراح كل يوم ثلاث مئة صحفة» ، ولا أعلمه قال: إلا من ذهب، «في كل صحفة لون ليس في الأخرى، وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره. ومن الأشربة ثلاثة مئة إناء، في كل إناء لون ليس في الآخر. وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره. وإنه ليقول: يا رب، لو آذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء. وإن له من الحور العين لاثنين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا، وإن الواحدة منهن لتأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض» . وقوله تعالى: {وأنتم فيها خالدون} ، أي: في الجنة {خالدون} ، أي: لا تخرجون عنها، ولا تبغون عنها حولا. ثم قيل لهم على وجه التفضل والامتنان: {وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون} ، أي: أعمالكم الصالحة كانت سببا لشمول رحمة الله إياكم، فإنه لا يدخل أحدا عمله الجنة، ولكن برحمة الله وفضله. وإنما الدرجات ينال تفاوتها بحسب الأعمال الصالحات. وقوله تعالى: {لكم فيها فاكهة كثيرة} ، أي: من جميع الأنواع: {منها تأكلون} ، أي: مهما اخترتم وأردتم. ولما ذكر الطعام والشراب، ذكر بعده الفاكهة، لتتم النعمة والغبطة. والله تعالى أعلم، انتهى ملخصا.
قال تعالى: {إن المتقين في مقام أمين * في جنات وعيون * يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين * كذلك وزوجناهم بحور عين * يدعون فيها بكل فاكهة آمنين * لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم * فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم} [الدخان (51: 57) ] .
----------------
قال ابن كثير: إن المتقين، أي: لله في الدنيا {في مقام أمين} ، أي: في الآخرة، وهو الجنة، قد آمنوا فيها من الموت، والخروج من كل هم وحزن، وجزع وتعب ونصب، ومن الشيطان وكيده، وسائر الآفات والمصائب {في جنات وعيون} ، وهذا في مقابلة ما الأشقياء فيه من شجرة الزقوم وشرب الحميم. وقوله تعالى: {يلبسون من سندس} وهو رفيع الحرير كالقمصان ونحوها {وإستبرق} وهو ما فيه بريق ولمعان، وذلك كالرياش وما يلبس على أعالي القماش {متقابلين} ، أي: على سرر لا يجلس أحد منهم وظهره إلى غيره. قوله تعالى: {كذلك وزوجناهم بحور عين} ، أي: هذا العطاء مع ما قد منحناهم من الزوجات الحور العين الحسان، اللاتي لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان، كأنهن الياقوت والمرجان. وذكر حديث أنس: «لو أن حوراء بزقت في بحر لجي لعذب ذلك الماء، لعذوبة ريقها» . وقوله عز وجل: {يدعون فيها بكل فاكهة آمنين} ، أي: مهما طلبوا من أنواع الثمار أحضر لهم، وهم آمنون من انقطاعه، وامتناعه، بل يحضر إليهم كلما أرادوا. وقوله: {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى} هذا استثناء يؤكد النفي، فإنه استثناء منقطع، ومعناه: أنهم لا يذوقون فيها الموت أبدا. كما ثبت في الصحيحين، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة، خلود فلا موت. ويا أهل النار خلود فلا موت» . وذكر أحاديث منها: ما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من اتقى الله دخل الجنة، ينعم فيها ولا ييأس، ويحيا فيها فلا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه» . وحديث جابر رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، هل ينام أهل الجنة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون» . وقوله تعالى: {ووقاهم عذاب الجحيم} ، أي: مع هذا النعيم العظيم المقيم، وقد وقاهم وسلمهم ونجاهم وزحزحهم عن العذاب الأليم في دركات الجحيم، فحصل لهم المطلوب، ونجاهم من المرهوب ولهذا قال عز وجل: {فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم} ، أي: إنما كان هذا بفضله عليهم، وإحسانه إليهم. كما ثبت في الصحيح، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: «اعملوا وسددوا، وقاربوا، واعلموا أن أحدا لن يدخله عمله الجنة» ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل»
قال تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون * تعرف في وجوههم نضرة النعيم * يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون} [المطففين (22: 28) ] .
----------------
قال ابن كثير: ثم قال تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم} ، أي: يوم القيامة هم في نعيم مقيم، وجنات فيها فضل عميم. {على الأرائك} ، وهي السرر تحت الحجال، ينظرون في ملكهم، وما أعطاهم الله من الخير، والفضل الذي لا ينقضي ولا يبيد. وقيل: معناه على الأرائك ينظرون إلى الله عز وجل، وهذا مقابل لما وصف به أوئك الفجار: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} . فذكر عن هؤلاء أنهم يباحون النظر إلى الله عز وجل، وهم عى سررهم وفرشهم. كما تقدم في حديث ابن عمر: «إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، وإن أعلاهم لمن ينظر إلى الله عز وجل في اليوم مرتين» . وقوله تعالى: {تعرف في وجوههم نضرة النعيم} ، أي: تعرف إذا نظرت إليهم في وجوههم نضرة النعيم، أي: صفة الرأفة، والحشمة، والسرور، والدعة، والرياسة، مما هم فيه من النعيم العظيم. وقوله تعالى: {يسقون من رحيق مختوم} ، أي: يسقون من خمر من الجنة، والرحيق: من أسماء الخمر. قاله ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، والحسن وقتادة، وابن زيد. قال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حثنا زهير، عن سعد أبي المجاهد الطائي، عن عطية بن سعيد العوفي، عن أبي سعيد الخدري، أراه قد رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «أيما مؤمن سقى مؤمنا شربة ماء على ظمأ سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم، وأيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، وأيما مؤمن كسا مؤمنا ثوبا على عري كساه الله من خضر الجنة» . وقال ابن مسعود في قوله: {ختامه مسك} ، أي: خلطه مسك. وقال العوفي: عن ابن عباس: طيب الله لهم الخمر، فكان آخر شيء جعل فيها مسك، ختم بمسك. كذا قال قتادة والضحاك. وقال إبراهيم والحسن: {ختامه مسك} ، أي: عاقبته مسك. وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا يحيى بن واضح، حدثنا أبو حمزة، عن جابر، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي الدرداء {ختامه مسك} ، قال: شراب أبيض مثل القصة يختمون به شرابهم، ولو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل أصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد طيبها. وقال ابن أبي نجيح: عن مجاهد: {ختامه مسك} ، قال: طيبه مسك. وقوله تعالى: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} ، أي: وفي مثل هذا الحال فليتفاخر المتفاخرون وليتباهى ويتكاثر ويسبق إلى مثله المستبقون، وليتباهى ويتكاثر ويستبق إلى مثله المستبقون كقوله تعالى: {لمثل هذا فليعمل العاملون} [الصافات (61) ] . وقوله تعالى: {ومزاجه من تسنيم} ، أي: ومزاج هذا الرحيق الموصوف، من تسنيم، أي: شراب يقال له: تسنيم، وهو: أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه. قاله أبو صالح، والضحاك. ولهذا قال: {عينا يشرب بها المقربون} ، 
قال تعالى: {إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا} [الإنسان (5، 6) ]
----------------
قال ابن كثير: - أيضا - على قوله تعالى: {إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا} [الإنسان (5، 6) ] ، وقد علم ما في الكافور من التبريد والرائحة الطيبة مع ما يضاف إلى ذلك من اللذاذة في الجنة. قال الحسن: برد الكافور في طيب الزنجبيل، ولهذا قال {عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا} ، أي: هذا الذي مزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفا، بلا مزج، ويروون بها. وقوله تعالى: {ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا} ، أي: ويسقون، يعني الأبرار أيضا في هذه الأكواب كأسا، أي: خمرا كان مزاجها زنجبيلا، فتارة يمزج لهم الشراب بالكافور، وهو بارد، وتارة بالزنجبيل وهو حار، ليعتدل الأمر، وهؤلاء يمزج لهم من هذا تارة، ومن هذا تارة. وأما المقربون فإنهم يشربون من كل منهما صرفا، وقد تقدم قوله: {عينا يشرب بها عباد الله} ، وقال ها هنا: {عينا فيها تسمى سلسبيلا} ، أي: الزنجبيل عين في الجنة، تسمى سلسبيلا. قال عكرمة: اسم عين في الجنة. وقال قتادة: {عينا فيها تسمى سلسبيلا} عين: سلسة مستقيد ماؤها. وحكى ابن جيرير، عن بعضهم: أنها سميت بذلك لسلاستها في الحلق. واختار هو أنها تعم ذلك كله، وهو كما قال: انتهى ملخصا.

*****
اما الان اترككم الاعمال والاقوال التي ترفع المؤمن في درجات الجنة ويلحق بخير البشر وخير الرسل محمد صلى الله عليه وسلم الى داركرامة الله حيث لم يعصى فيها احد
*****
باب فضل العلم 

4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موضيع المدونة

صفحتنا في الفيسبوك ولطلب العلاج مجانا

ملاحظة للعنوان العنوان مجرد تحفيز فيمكن ان تربح الف دولار او اقل او اكثر ويمكن ان لاتربح ذلك حسب خبرتك ووقتك لربح اكثر من الف دولار شهريا شاهد جميع مواضيع المدونة فسوف تجد الطريقة التي تناسبك للتحقيق ذلك كذلك تحميل الالعاب والتحديثاث اجهزة الاستقبال والقنوات الرياضية الناقلة للجميع البطولات القارية والعالمية

ad

جميع الحقوق محفوظه © موقع htyte لربح اكثر من الف دولار شهريا للمبتدئين والقنوات واللغات وغيرها

تصميم htytemed